الصفحة الرئيسية  متفرّقات

متفرّقات القلم الحر: خلط الدين بالسياسة سلاح تدمير شامل

نشر في  02 مارس 2016  (10:42)

بقلم: عفيف البوني

كان الخوارج أول من ابتدع تسييس الدين أو اﻹسلام وبذلك صنعوا أول فتنة كبرى مات فيها عدد كبير من المقتولين بمن فيهم سلاح (الخليفة الثالث والرابع) بسيوف المسلمين، وفي القرن 9م سيس الحشاشون les assassins الدين فتآمروا واغتالوا وانقرضوا. في عشرينات القرن الماضي أنشأ حسن البنا اﻹسلام السياسي بحزب بجناح سري وآخر علني شعاره المصحف والمسدس، وأنشأ الهندي المتعصب المودودي على غراره الجماعة اﻹسلامية والتي عملت على انفصال الباكستان اﻹسلام عن الهند الديمقراطية، ثم أدى صراع رجال الدين والعسكر الى انفصال دولة بنغلادش عن باكستان في 1971.
في 1980 أسّس الخميني اﻹسلام الشيعي الجعفري وجعله طائفيا وعمل على تصديره للعراق باسم تصدير الثورة فكانت الحرب المدمرة طيلة 8 سنوات ونصب نفسه في وﻻية الفقيه نائبا عن اﻹمام المهدي الغائب حسب الشيعة. وفي 1984تحالف حسن الترابي اﻹخواني السوداني مع العسكري اﻹنقلابي النميري وفرضا تطبيق شريعة اﻹسلام السياسي وإجبار المسيحيين والوثنيين على التأسلم بالقوة فكانت الحرب اﻷهلية أكثر من عقدين وانتهت بتقسيم البلاد الى دولتين وشعبين.وفي تسعينات القرن الماضي حدثت في الجزائر حرب أهلية سببها إرهاب اﻹسلام السياسي من قبل تلاميذ القرضاوي ومحمد الغزالي اللاجئين في الجزائر هربا من عبدالناصر حيث رفع تلاميذهما شعار:ﻻ قانون، ﻻدستور، بل قال الله، قال الرسول، ومات قتلا مئات آلاف الجزائريين، وفي اواخرثمانينات القرن الماضي وقع تصنيع إسلام مسيس في أفغانستان من قبل اﻷمريكان ضد الكفار السوفيات كما قيل فكان بن ﻻدن ثم طالبان فالقاعدة والقصة معروفة، وعانت مصر والسعودية ودول الساحل والصحراء في افريقيا والى اﻵن من اﻹسلام السياسي العنيف، وتعرض العراق منذ غزوه في 2003 الىحرب استعمار مزدوج أمريكي وطائفي إيراني والرد على طائفية المرجعية الشيعية لخامائيني وللسيستاني كان ردا طائفيا كما هي حالة داعش، اﻹسلام السياسي بدعم من اﻹخوان المسلمين ومن تركيا أردوجان اﻹسلام المعثمن والمؤمرك  دمر سوريا وليبيا ويجري تدمير اليمن ويمتد الحريق الى إفريقيا.
لقد أجهض اﻹسلام السياسي اﻻمن واﻹستقرار والتنمية والديمقراطية والحداثة وصار يمثل سلاح دمار شامل، تمكن عقلاء التونسيين من إنقاذ تونس من مخاطره في 2014 عندما منعوا دسترة الشريعة ومع ذلك يوجد نشاط ارهابي يجب إنهاء أسبابه من قبل الجميع.
لقد كان بورقيبة على حق حين منع خلط الدين بالسياسة وحين وظفه لصالح تونس عندما رفض دعوة الحداد لرفع الحجاب زمن اﻹستعمار وحين شجع بعد اﻹستقلال على رفعه وحرر المرأة بالقانون وبالتعليم، وفوت على التونسيين الفتنة باسم الدين.